الحديث ٣٨
«الْعِلْمُ يُتَوَارَثُ»
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ [ت٢٧٤هـ] فِي «الْمَحَاسِنِ»[١]، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ -يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ:
«إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي هَبَطَ مَعَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يُرْفَعْ، وَالْعِلْمُ يُتَوَارَثُ، وَإِنَّهُ لَمْ يَمُتْ عَالِمٌ إِلَّا خَلَّفَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ».
الشاهد ١
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ [ت٢٩٠هـ] فِي «بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ»[٢]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ لَمْ يُرْفَعْ، وَمَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ، وَإِنَّ الْعِلْمَ لَيُتَوَارَثُ، إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَبْقَى بِغَيْرِ عَالِمٍ».
الشاهد ٢
وَرَوَى الصَّفَّارُ [ت٢٩٠هـ] فِي «بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ»[٣]، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْفُضَيْلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عَلَى حَالِهِ، وَلَيْسَ يَمْضِي مِنَّا عَالِمٌ إِلَّا خَلَفَهُ مَنْ يَعْلَمُ عِلْمَهُ، وَكَانَ عَلِيٌّ عَالِمَ هَذِهِ الْأُمَّةِ».
الشاهد ٣
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ [ت٣٢٩هـ] فِي «الْكَافِي»[٤]، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ زُرَارَةَ، وَالْفُضَيْلِ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ لَمْ يُرْفَعْ، وَالْعِلْمُ يُتَوَارَثُ، وَكَانَ عَلِيٌّ عَالِمَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَهْلِكْ مِنَّا عَالِمٌ قَطُّ إِلَّا خَلَفَهُ مِنْ أَهْلِهِ مَنْ عَلِمَ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ».
الشاهد ٤
وَرَوَى الصَّفَّارُ [ت٢٩٠هـ] فِي «بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ»[٥]، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينَ؛ وَرَوَى الْكُلَيْنِيُّ [ت٣٢٩هـ] فِي «الْكَافِي»[٦]، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْبَرْقِيِّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ؛ وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ [ت٣٨١هـ] فِي «كَمَالِ الدِّينِ وَتَمَامِ النِّعْمَةِ»[٧]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْزِيَارَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَفَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ؛ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «عَلِيٌّ عَالِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَالْعِلْمُ يُتَوَارَثُ، وَلَا يَمُوتُ عَالِمٌ إِلَّا تَرَكَ مِنْ أَهْلِهِ مَنْ يَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ».
الشاهد ٥
وَرَوَى الصَّفَّارُ [ت٢٩٠هـ] فِي «بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ»[٨]، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ حُجْرِ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ؛ وَرَوَى الْكُلَيْنِيُّ [ت٣٢٩هـ] فِي «الْكَافِي»[٩]، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ؛ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يُرْفَعْ، وَمَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَقَوْلُهُ: «مَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ» لَا يُنَافِي قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْعِلْمَ يَذْهَبُ بِذَهَابِ عَالِمِهِ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ يَذْهَبُ بِذَهَابِ عَالِمِهِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَتَدَارَكُ ذَلِكَ بِعَالِمٍ آخَرَ، حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ، وَإِنَّمَا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَحْرِيضَ النَّاسِ عَلَى أَنْ يَأْخُذُوا عِلْمَ الْعَالِمِ الَّذِي يَعْرِفُونَهُ وَيَصِلُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ؛ لِأَنَّهُ إِذَا مَاتَ فَعَسَى أَنْ لَا يَعْرِفُوا الْعَالِمَ الْآخَرَ أَوْ لَا يَصِلُوا إِلَيْهِ لِسَبَبٍ مِنَ الْأَسْبَابِ، فَيُتْرَكُوا جَاهِلِينَ، أَوْ يَضِلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا؛ كَمَا وَقَعَ لِكَثِيرٍ مِنْهُمْ، إِذْ لَمْ يَأْخُذُوا عِلْمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَادَامَ فِيهِمْ، فَلَمَّا مَاتَ لَمْ يَهْتَدُوا إِلَى الْعَالِمِ الْآخَرِ، فَرُدُّوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمُ اللَّهُ، وَمِنَ الْمُحَقَّقِ أَنَّ الْعَالِمَ الْحَاضِرَ لَا يُتْرَكُ لِلْعَالِمِ الْغَائِبِ، وَمَنْ تَرَكَ الْعَالِمَ الْحَاضِرَ فَسَوْفَ يَتْرُكُ الْعَالِمَ الْغَائِبَ أَيْضًا إِذَا حَضَرَهُ؛ لِأَنَّهُ يُعْرَفُ بِالْعَالِمِ الْحَاضِرِ، وَلِذَلِكَ كَانَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَوْلًا حَكِيمًا، وَلَا يَعْنِي أَنَّ الْأَرْضَ تَخْلُو مِنْ عَالِمٍ[١٠].