الحديث ٣٦
سؤال الإمام عن نفسه
رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ [ت٣٨٥هـ] فِي «الْمُؤْتَلَفِ وَالْمُخْتَلَفِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى -يَعْنِي الْجُهَنِيَّ-، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ، قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَوَافَقْنَا مِنْهُ طِيبَ نَفْسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنْ نَفْسِكَ؟ فَقَالَ: «كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِيتُ، وَإِذَا سَكَتُّ ابْتُدِيتُ، وَبَيْنَ الْجَوَانِحِ مِنِّي عِلْمٌ جَمٌّ[٢]، فَسَلُونِي»، فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ الْكَوَّاءِ الْأَعْوَرُ الْيَشْكُرِيُّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ:- يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا قَوْسُ قُزَحَ؟ قَالَ: «وَيْلَكَ، لَا تَقُلْ: قُزَحَ، فَإِنَّ قُزَحَ شَيْطَانٌ، هُوَ الْقَوْسُ، أَمَنَةٌ أَنْ لَا غَرْقَ بَعْدَ قَوْمِ نُوحٍ».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: كَانَ حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ [ت٢٠٨هـ] مِنْ ثِقَاتِ الشِّيعَةِ وَصَالِحِيهِمْ، وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ إِلَّا بِمَا يَسْتَيْقِنُ؛ كَمَا حَدَّثَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ [ت١٤٨هـ] عِشْرِينَ حَدِيثًا، وَقَالَ: «حَفِظْتُ مِنْهُ سَبْعِينَ حَدِيثًا، فَلَمْ أَزَلْ أُشَكِّكُ نَفْسِي حَتَّى اقْتَصَرْتُ عَلَى هَذِهِ الْعِشْرِينَ الَّتِي لَمْ تَدْخُلْنِي فِيهَا الشُّكُوكُ»[٣]، وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ: «ذَاكَرْنَا يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ: مَا سَمِعْنَا مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا أَنَّ حَمَّادَ بْنَ عِيسَى رَوَاهُ، وَهُوَ شَيْخٌ صَالِحٌ»[٤]. ثُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَذَا الْحَدِيثِ، بَلْ تَابَعَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَحِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ، وَقَدْ رَوَيَاهُ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ وَزَاذَانَ جَمِيعًا:
الشاهد ١
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ [ت٦٤٣هـ] فِي «الْأَحَادِيثِ الْمُخْتَارَةِ»[٥]، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْفَاخِرِ الْقُرَشِيُّ، وَمَحْمُودُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَزَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الثَّقَفِيِّانِ -بِأَصْبَهَانَ- أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيَّ أَخْبَرَهُمْ -قِرَاءَةً عَلَيْهِ- أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَقَّالُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ الدَّيْلِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ؛ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَرَجُلٌ آخَرُ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَا: بَيْنَا النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ عَلِيٍّ، إِذْ وَافَقُوا مِنْهُ نَفْسًا طَيِّبَةً، فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «عَنْ أَيِّ أَصْحَابِي؟» قَالُوا: أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كُلُّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابِي، فَأَيُّهُمْ تُرِيدُونَ؟» قَالُوا: النَّفَرُ الَّذِينَ رَأَيْنَاكَ تُلَطِّفُهُمْ بِذِكْرِكَ، وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ دُونَ الْقَوْمِ، قَالَ: «أَيُّهُمْ؟» فَسَأَلُوهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَسَلْمَانَ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فَأَجَابَهُمْ، ثُمَّ قَالُوا: فَحَدِّثْنَا عَنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «مَهْلًا، نَهَى اللَّهُ عَنِ التَّزْكِيَةِ»، قَالَ قَائِلٌ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾[٦]، قَالَ: «فَإِنِّي أُحَدِّثُ بِنِعْمَةِ رَبِّي كَثِيرًا، إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِيتُ، وَإِذَا سَكَتُّ ابْتُدِيتُ، فَبَيْنَ الْجَوَانِحِ مِنِّي عِلْمٌ جَمٌّ»، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ الْأَعْوَرُ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾[٧]؟ قَالَ: «الرِّيَاحُ»، قَالَ: فَمَا ﴿فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا﴾[٨]؟ قَالَ: «السَّحَابُ»، قَالَ: فَمَا ﴿فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا﴾[٩]؟ قَالَ: «السُّفُنُ»، قَالَ: فَمَا ﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾[١٠]؟ قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ، وَلَا تَعُدْ لِمِثْلِ هَذَا، وَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ مِثْلِ هَذَا»، قَالَ: فَمَا ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾[١١]؟ قَالَ: «ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ»، قَالَ: فَمَا السَّوَادُ الَّذِي فِي حَرْفِ الْقَمَرِ؟ قَالَ: «أَعْمَى يَسْأَلُ عَنْ عَمْيَاءَ، مَا الْعِلْمَ أَرَدْتَ بِهَذَا، وَيْحَكَ سَلْ تَفَقُّهًا، وَلَا تَسْأَلْ تَعَنُّتًا، سَلْ عَمَّا يَعْنِيكَ، وَدَعْ مَا لَا يَعْنِيكَ»، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَيَعْنِينِي، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ﴾[١٢]، السَّوَادَ الَّذِي فِي حَرْفِ الْقَمَرِ»، قَالَ: فَمَا الْمَجَرَّةُ؟[١٣] قَالَ: «شَرَجُ السَّمَاءِ[١٤]، وَمِنْهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ زَمَنَ الْغَرَقِ عَلَى قَوْمِ نُوحٍ»، قَالَ: فَمَا قَوْسُ قُزَحَ؟ قَالَ: «لَا تَقُلْ قَوْسَ قُزَحَ، فَإِنَّ قُزَحَ شَيْطَانٌ، وَلَكِنَّهُ الْقَوْسُ، وَهِيَ أَمَانَةٌ مِنَ الْغَرَقِ»، قَالَ: فَكَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ؟ قَالَ: «قَدْرُ دَعْوَةِ عَبْدٍ دَعَا اللَّهَ، لَا أَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ»، قَالَ: فَكَمْ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؟ قَالَ: «مَسِيرَةُ يَوْمٍ لِلشَّمْسِ، مَنْ حَدَّثَكَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ كَذَبَ»، قَالَ: فَمَنِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾[١٥]؟ قَالَ: «دَعْهُمْ، فَقَدْ كَفَيْتُهُمْ»، قَالَ: فَمَا ذُو الْقَرْنَيْنِ؟ قَالَ: «رَجُلٌ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى قَوْمٍ مِنْ كَفَرَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ»، -قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: كَذَا جَاءَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ، وَالصَّحِيحُ الَّذِي رَوَاهُ الثَّقَفِيُّ [ت٢٨٣هـ] فِي «الْغَارَاتِ»[١٦] أَنَّهُ قَالَ: فَمَنِ الْأَخْسَرُونَ أَعْمَالًا، ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾[١٧]؟ فَقَالَ: «كَفَرَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ»- «كَانَ أَوَائِلُهُمْ عَلَى حَقٍّ، فَأَشْرَكُوا بِرَبِّهِمْ، وَابْتَدَعُوا فِي دِينِهِمْ، فَأَحْدَثُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، فَهُمُ الْيَوْمَ يَجْتَهِدُونَ فِي الْبَاطِلِ، وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى حَقٍّ، وَيَجْتَهِدُونَ فِي الضَّلَالَةِ، وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى هُدًى، فَضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»، ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ، وَقَالَ: «وَمَا أَهْلُ النَّهْرَوَانِ غَدًا مِنْهُمْ بِبَعِيدٍ»، فَقَالَ ابْنُ الْكَوَّاءِ: وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُ سِوَاكَ، وَلَا أَتَّبِعُ غَيْرَكَ، فَقَالَ: «إِنْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَيْكَ فَافْعَلْ».
الشاهد ٢
وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ [ت٣٦٠هـ] فِي «الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ»[١٨]، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَاذَانَ الْكِنْدِيِّ، قَالَا: كُنَّا ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ عَلِيٍّ، فَوَافَقَ النَّاسُ مِنْهُ طِيبَ نَفْسٍ وَمِزَاجٍ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ: «عَنْ أَيِّ أَصْحَابِي؟» قَالَ: عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كُلُّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابِي، فَعَنْ أَيِّهِمْ تَسْأَلُونَ؟» قَالُوا: عَنِ الَّذِينَ رَأَيْنَاهُمْ تُلَطِّفُهُمْ بِذِكْرِكَ، وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ دُونَ الْقَوْمِ، قَالَ: «عَنْ أَيِّهِمْ؟» فَسَأَلُوهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَسَلْمَانَ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فَأَجَابَهُمْ، ثُمَّ قَالُوا: فَحَدِّثْنَا عَنْ نَفْسِكَ؟ قَالَ: «مَهْلًا، نَهَى اللَّهُ عَنِ التَّزْكِيَةِ»، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾، قَالَ: «فَإِنِّي أُحَدِّثُ بِنِعْمَةِ رَبِّي، كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِيتُ، وَإِذَا سَكَتُّ ابْتُدِيتُ».
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: لِهَذَا الْحَدِيثِ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَهُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، وَالْمُسَيِّبِ بْنِ نَجَبَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيِّ، وَعُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالشَّعْبِيِّ، وَغَيْرِهِمْ، وَقَدْ أَوْرَدْتُ بَعْضَهَا فِيمَا سَبَقَ[١٩].
الشاهد ٣
وَرَوَى ابْنُ شَاهِينَ [ت٣٨٥هـ] فِي «الْجُزْءِ الْخَامِسِ مِنَ الْأَفْرَادِ»[٢٠]، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السَّبِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ هِلَالٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ الْهِلَالِيِّ، قَالَ: وَافَقَنَا مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ذَاتَ يَوْمٍ طِيبُ بِشْرٍ وَمِزَاحٌ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ: «مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ صَاحِبٌ إِلَّا كَانَ لِي صَاحِبًا»، قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «سَلُونِي»، فَسَأَلُوهُ، فَأَجَابَهُمْ، ثُمَّ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنْ نَفْسِكَ، قَالَ: «مَهْ، نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ التَّزْكِيَةِ»، قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾، قَالَ: «كُنْتُ امْرَءًا أَبْتَدِأُ فَأُعْطَى، وَأَسْكُتُ فَأُبْتَدَأُ، وَإِنَّ تَحْتَ الْجَوَانِحِ مِنِّي لَعِلْمًا جَمًّا، سَلُونِي»، وَذَكَرَ قِصَّةَ سُؤَالَاتِ ابْنِ الْكَوَّاءِ.