الحديث ٤٤
كراهية سؤال الإمام عن الغيب
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ [ت٣٠٧هـ] فِي «مُسْنَدِهِ»[١]، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي إِيَاسٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ:
غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ يَقُودُ فَرَسًا عَنُودًا مَعَهَا مُهْرٌ[٢]، فَوَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا نَبِيٌّ»، قَالَ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: «أَنَا رَسُولُ اللَّهِ»، قَالَ الرَّجُلُ: آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَمَا فِي بَطْنِ فَرَسِي هَذِهِ؟ قَالَ: «غَيْبٌ، وَالْغَيْبُ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ»، قَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنَا آبَاؤُنَا، ثُمَّ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَعْطِنِي سَيْفَكَ، قَالَ: فَأَخَذَهُ، فَاخْتَرَطَهُ، فَهَزَّهُ، ثُمَّ أَغْمَدَهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا قَالَ فِي نَفْسِهِ: آتِي هَذَا الرَّجُلَ، فَأَسْأَلُهُ عَنْ كَذَا لِلَّذِي سَأَلَهُ عَنْهُ، فَإِنْ لَمْ يُخْبِرْنِي عَنِ الَّذِي سَأَلْتُهُ، قُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي سَيْفَكَ، فَإِذَا أَعْطَانِيهِ ضَرَبْتُ بِهِ رَأْسَهُ»!
الشاهد ١
وَرَوَى الْوَاحِدِيُّ [ت٤٦٨هـ] فِي «أَسْبَابِ النُّزُولِ»[٣]، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمْدَانُ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِفَرَسٍ لَهُ يَقُودُهَا عَقُوقٍ، وَمَعَهَا مُهْرٌ لَهَا يَتْبَعُهَا، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا نَبِيُّ اللَّهِ»، قَالَ: وَمَنْ نَبِيُّ اللَّهِ؟ قَالَ: «رَسُولُ اللَّهِ»، قَالَ: مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «غَيْبٌ، وَلَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ»، قَالَ: مَتَى تُمْطِرُ السَّمَاءُ؟ قَالَ: «غَيْبٌ، وَلَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ»، قَالَ: مَا فِي بَطْنِ فَرَسِي هَذِهِ؟ قَالَ: «غَيْبٌ، وَلَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ»، قَالَ: أَرِنِي سَيْفَكَ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سَيْفَهُ، فَهَزَّهُ الرَّجُلُ، ثُمَّ رَدَّهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّكَ لَمْ تَكُنْ لِتَسْتَطِيعَ الَّذِي أَرَدْتَ»، قَالَ: وَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ قَالَ: أَذْهَبُ إِلَيْهِ، فَأَسْأَلُهُ عَنْ هَذِهِ الْخِصَالِ، ثُمَّ أَضْرِبُ عُنُقَهُ!
الشاهد ٢
وَرَوَى الْحَاكِمُ [ت٤٠٥هـ] فِي «الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ»[٤]، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، وَهُوَ يَتَوَجَّهُ إِلَى بَدْرٍ، لَقِيَهُ بِالرَّوْحَاءِ، فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ عَنْ خَبَرِ النَّاسِ، فَلَمْ يَجِدُوا عِنْدَهُ خَبَرًا، فَقَالُوا لَهُ: سَلِّمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَوَ فِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: فَإِنْ كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ، فَأَخْبِرْنِي مَا فِي بَطْنِ نَاقَتِي هَذِهِ؟ فَقَالَ لَهُ سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَكَانَ غُلَامًا حَدَثًا: لَا تَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، أَنَا أُخْبِرُكَ، نَزَوْتَ عَلَيْهَا، فَفِي بَطْنِهَا سَخْلَةٌ مِنْكَ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَحُشْتَ عَلَى الرَّجُلِ يَا سَلَمَةُ»!
الشاهد ٣
وَرَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ [ت٢١٣هـ] فِي «سِيرَتِهِ»[٥]، قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -يَعْنِي فِي سَبِيلِهِ إِلَى بَدْرٍ- عَلَى فَجِّ الرَّوْحَاءِ، ثُمَّ عَلَى شَنُوكَةَ، وَهِيَ الطَّرِيقُ الْمُعْتَدِلَةُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِعِرْقِ الظَّبْيَةِ لَقُوا رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ، فَسَأَلُوهُ عَنِ النَّاسِ، فَلَمْ يَجِدُوا عِنْدَهُ خَبَرًا، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: سَلِّمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَوَ فِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنْ كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ، فَأَخْبِرْنِي عَمَّا فِي بَطْنِ نَاقَتِي هَذِهِ، قَالَ لَهُ سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقَشٍ: لَا تَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْبِلْ عَلَيَّ، فَأَنَا أُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ، نَزَوْتَ عَلَيْهَا، فَفِي بَطْنِهَا مِنْكَ سَخْلَةٌ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَهْ، أَفْحَشْتَ عَلَى الرَّجُلِ»، ثُمَّ أَعَرَضَ عَنْ سَلَمَةَ.
الشاهد ٤
وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ [ت٢٠٧هـ] فِي «الْمَغَازِي»[٦]، قَالَ: مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ صَبِيحَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعِرْقِ الظَّبْيَةِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ تِهَامَةَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ؟ قَالَ: مَا لِي بِأَبِي سُفْيَانَ عِلْمٌ، قَالُوا: تَعَالَ، سَلِّمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَفِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَأَيُّكُمْ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالُوا: هَذَا، قَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: فَمَا فِي بَطْنِ نَاقَتِي هَذِهِ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؟ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ: نَكَحْتَهَا، فَهِيَ حُبْلَى مِنْكَ! فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ.
ملاحظة
قَالَ الْمَنْصُورُ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الْفُحْشُ وَلَوْ عَلَى الْكَافِرِ الَّذِي آذَى، وَلَا يَنْبَغِي سُؤَالُ النَّبِيِّ عَنِ الْغَيْبِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَعْلَمَهُ، وَلَا يَدَّعِي عِلْمَهُ؛ كَمَا قَالَ: ﴿لَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾[٧]، وَقَالَ: ﴿وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾[٨]، وَالْغَيْبُ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، وَهُوَ يُظْهِرُ عَلَيْهِ النَّبِيَّ إِذَا شَاءَ، لَا إِذَا شَاءَ النَّاسُ؛ كَمَا قَالَ: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾[٩]، وَقَالَ: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾[١٠].
الشاهد ٥
وَرَوَى الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ [ت٢٨٢هـ] فِي «مُسْنَدِهِ»[١١]، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْمَرِ، أَنَّ مُسَافِرَ بْنَ عَوْفِ بْنِ الْأَحْمَرِ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الْأَنْبَارِ إِلَى أَهْلِ النَّهْرَوَانِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَا تَسِرْ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ، وَسِرْ فِي ثَلَاثِ سَاعَاتٍ مَضَيْنَ مِنَ النَّهَارِ، قَالَ عَلِيٌّ: «وَلِمَ؟» قَالَ: لِأَنَّكَ إِنْ سِرْتَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ أَصَابَكَ أَنْتَ وَأَصْحَابَكَ بَلَاءٌ وَضُرٌّ شَدِيدٌ، فَإِنْ سِرْتَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي آمُرُكَ بِهَا ظَفُرْتَ وَظَهَرْتَ وَأَصَبْتَ مَا طَلَبْتَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: «مَا كَانَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مُنَجِّمٌ، وَلَا لِنَاسٍ بَعْدَهُ، هَلْ تَعْلَمُ مَا فِي بَطْنِ فَرَسِي هَذِهِ؟» قَالَ: إِنْ حَسَبْتُ عَلِمْتُ، قَالَ: «مَنْ صَدَّقَكَ بِهَذَا الْقَوْلِ كَذَّبَ الْقُرْآنَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾[١٢]، مَا كَانَ مُحَمَّدٌ يَدَّعِي عِلْمَ مَا ادَّعَيْتَ عِلْمَهُ»!