الإثنين ٢٧ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٦ مايو/ ايّار ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الشبهات والردود: يقول السيّد المنصور في كتاب «العودة إلى الإسلام» (ص٢١٦) بوجوب عرض الروايات على القرآن، كما جاء في الحديث؛ لأنّه يرى أنّ الروايات ليس لها أن تنسخ القرآن أو تخصّصه أو تعمّمه. فهل حديث عرض الروايات على القرآن ثابت وفق معايير أهل الحديث؟ اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الأسئلة والأجوبة: يقال أنّ النصوص تصرف عن ظاهرها أحيانًا لأمور اقتضت ذلك. كيف نفرّق بين الصرف السائغ وبين ما يكون صرف باطل يحرّف المعنى ويبدّله؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

لذلك، من المشهود أنّ الدّنيويّة الجديدة قد فشلت في حلّ مشاكل الدّنيا؛ لأنّه على الرّغم من أنّها قد جعلت الحياة الدّنيا سهلة بالنسبة لأقلّيّة من النّاس، فقد حوّلتها إلى نكبة لا تطاق بالنسبة لأكثريّتهم؛ كما أنّه، وفقًا للإحصاءات الرّسميّة، قد انحصر نصف ثروة الدّنيا تحت قبضة واحد في المائة من سكّانها، وفي كلّ دقيقة يموت فيها عشرة أطفال من الجوع، وهذا ما أخبر اللّه تعالى عنه إذ قال: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا[١].

لا شكّ أنّ الدّنيويّة لها نتائج كارثيّة، ولكنّ نتيجتها الأهمّ هي تقلّص قدرة الدّنيويّين على معرفة الحقّ؛ لأنّها، من ناحية، تجعلهم ينكبّون على الشؤون الدّنيويّة، وبالتّالي ينشغلون عن طلب العلم، ومن ناحية أخرى، تجعلهم يخافون أن يفقدوا ما يملكونه في الحياة الدّنيا إذا عرفوا الحقّ واتّبعوه، وهذان يمنعانهم من معرفة الحقّ واتّباعه؛ لأنّ الدّنيويّين، عندما يتعارض شيء لازم للحياة الدّنيا مع شيء لازم للحياة الآخرة بمقتضى التعارض بين الدّنيا والآخرة، يقدّمون تحصيله على تحصيل الآخر، وهذا يؤثّر على معرفتهم بالحقّ؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ[٢]. بعبارة أخرى، إنّ إعطاء الأولويّة للحياة الدّنيا، عندما تتطلّب معرفة الحقّ خسارة شيء في الحياة الدّنيا، يمنع الإنسان من معرفة الحقّ ويدفعه إلى إنكاره؛ لأنّ الحقّ، بمقتضى كماله ونقص الإنسان، غالبًا ما يظهر مخالفًا لرغبات الإنسان، بحيث يعرّض قبوله ممتلكاته الدّنيويّة للخطر، وهذا عامل مثبّط عن قبوله؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[٣]، وعلى سبيل المثال أخبر عن بعض منكري نبيّه فقال: ﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا[٤]. من هنا يعلم أنّه كلّما ازداد التعلّق بالدّنيا ازدادت صعوبة معرفة الحقّ، وكلّما قلّ قلّت، وهذا واقع محسوس ومجرّب؛ لأنّه عندما يظهر الحقّ، عادة ما يقلق ذوو الثروة بشأن ثروتهم، وذوو القوّة بشأن قوّتهم، وذوو القوم بشأن قومهم، وذوو الشهرة بشأن شهرتهم، وذوو السّادة بشأن سادتهم، وهكذا يُمنع كلّ منهم من معرفة الحقّ بسبب التعلّق بشيء ما؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ[٥].

↑[١] . طه/ ١٢٤
↑[٢] . النّحل/ ١٠٧
↑[٣] . التّوبة/ ٢٤
↑[٤] . القصص/ ٥٧
↑[٥] . سبأ/ ٣٤