الأحد ٢٦ شوال ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٥ مايو/ ايّار ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الشبهات والردود: يقول السيّد المنصور في كتاب «العودة إلى الإسلام» (ص٢١٦) بوجوب عرض الروايات على القرآن، كما جاء في الحديث؛ لأنّه يرى أنّ الروايات ليس لها أن تنسخ القرآن أو تخصّصه أو تعمّمه. فهل حديث عرض الروايات على القرآن ثابت وفق معايير أهل الحديث؟ اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الأسئلة والأجوبة: يقال أنّ النصوص تصرف عن ظاهرها أحيانًا لأمور اقتضت ذلك. كيف نفرّق بين الصرف السائغ وبين ما يكون صرف باطل يحرّف المعنى ويبدّله؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «عمليّة طوفان الأقصى؛ ملحمة فاخرة كما يقال أم إقدام غير معقول؟!» بقلم «حسن ميرزايي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

[تاريخ اتّباع المسلمين للكافرين]

بالطبع، لم يكن اتّباع قول الكافرين وفعلهم منحصرًا في مجموعة من المسلمين الجاهلين الذين قد هانت عليهم أنفسهم، بل أيضًا مجموعة من المسلمين البارزين وأهل العلم، خاصّة في القرون الإسلاميّة الأولى، تحت تأثير إقبال الخليفتين الثاني والثالث وبعض الحكّام الأمويّين على أهل الكتاب[١]، أقبلوا على الأخذ من كتب اليهود واتّباع أساطيرهم وتعاليمهم، وتحت تأثير دعايات بعض أهل الحديث، زعموا أنّ هذا العمل مشروع ونافع لمعرفة عقائد الإسلام وأحكامه، وبهذه الطريقة أفسحوا المجال لتأثيرهم وتأثير المسلمين القريبين منهم على عقائد المسلمين وأعمالهم، ولوّثوا السّياسة والثّقافة الإسلاميّة بالسّياسة والثّقافة اليهوديّة،

↑[١] . أمّا إقبال بعض الحكّام الأمويّين على أهل الكتاب فلا خفاء به، وأمّا إقبال عمر وعثمان عليهم فهو ما تشهد عليه أخبار كثيرة تدلّ على أنّهما كانا يرجعان إليهم ويسألانهم ويعتمدان على قولهم؛ كما روي أنّ عمر كان يجلس إلى كعب الأحبار ويطلب منه التعليم (انظر: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهانيّ، ج٥، ص٣٦٥، ٣٦٨ و٣٧١)، وقال له: «أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا كَعْبُ، أَتَجِدُنِي خَلِيفَةً أَمْ مَلِكًا؟» فقال له كعب: «أَشْهَدُ أَنَّكَ خَلِيفَةٌ، وَلَسْتَ بِمَلِكٍ»، فقال له عمر: «وَكَيْفَ ذَاكَ؟» قال: «أَجِدُكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ»، قال عمر: «تَجِدُنِي بِاسْمِي؟» قال كعب: «لَا، وَلَكِنْ بِنَعْتِكَ» (الفتن لابن حمّاد، ج١، ص١٠١ و١٠٢)، وفي رواية أخرى: «أَنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ إِلَى كَعْبٍ، فَقَالَ لَهُ: <يَا كَعْبُ، كَيْفَ تَجِدُ نَعْتِي؟> قَالَ: خَلِيفَةٌ قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ، لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، ثُمَّ خَلِيفَةٌ تَقْتُلُهُ أُمَّتُهُ ظَالِمِينَ لَهُ، ثُمَّ يَقَعُ الْبَلَاءُ بَعْدُ» (الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم، ج١، ص١٢٦؛ المعجم الكبير للطبرانيّ، ج١، ص٨٤)، وفي رواية أخرى: «أَنَّ عُمَرَ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَلِكَ الْعَرَبِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَهَكَذَا تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ؟! أَلَسْتُمْ تَجِدُونَ النَّبِيَّ، ثُمَّ الْخَلِيفَةَ، ثُمَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ الْمُلُوكَ بَعْدُ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: بَلَى بَلَى» (الفتن لابن حمّاد، ج١، ص١٠٣؛ مصنّف ابن أبي شيبة، ج٧، ص٥٢٩)، وفي رواية أخرى: «أَنَّهُ سَأَلَ أُسْقُفًا مِنَ الْأَسَاقِفَةِ مَنْ بَعْدَهُ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، يُؤْثِرُ أَقْرِبَاءَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ، رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ» (الفتن لابن حمّاد، ج١، ص١٢٦)، وروي: «بَيْنَا أَبُو ذَرٍّ عِنْدَ بَابِ عُثْمَانَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا يُجْلِسُكَ هَهُنَا؟ قَالَ: يِأْبَى هَؤُلَاءِ أَنْ يَأْذِنُوا لِي، فَدَخَلَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا لِأَبِي ذَرٍّ عَلَى الْبَابِ لَا يُؤْذَنُ لَهُ؟ قَالَ: فَأَمَرَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ نَاحِيَةَ الْقَوْمِ، وَمِيرَاثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ يُقَسَّمُ، فَقَالَ عُثْمَانُ لِكَعْبِ الْأَحْبَارِ -وَهُوَ يَسْتَفْتِيهِ-: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، أَرَأَيْتَ الْمَالَ إِذَا أُدِّيَ زَكَاتُهُ، هَلْ يُخْشَى عَلَى صَاحِبِهِ مِنْهُ تَبِعَةٌ؟ قَالَ: لَا، فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ وَمَعَهُ عَصًا لَهُ، حَتَّى ضَرَبَ بِهَا بَيْنَ أُذُنَيْ كَعْبٍ، ثُمَّ قَالَ: <يَا ابْنَ الْيَهُودِيَّةِ، أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ حَقٌّ فِي مَالِهِ إِلَّا الزَّكَاةُ؟! وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر/ ٩]>، فَقَالَ عُثْمَانُ لِلْقُرَشِيِّ: إِنَّمَا نَكْرَهُ أَنْ نَأْذَنَ لِأَبِي ذَرٍّ مِنْ أَجْلِ مَا تَرَى» (الأموال لابن زنجويه، ج٢، ص٧٨٨)، وروي: «قَالَ عُثْمَانُ يَوْمًا: أَيَجُوزُ لِلْإِمَامِ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الْمَالِ، فَإِذَا أَيْسَرَ قَضَى؟ فَقَالَ كَعْبٌ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: <يَا ابْنَ الْيَهُودِيَّيْنِ، أَتُعَلِّمُنَا دِينَنَا؟!> -وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ قَالَ: مَتَى كَانَتِ الْفُتْيَا إِلَيْكَ يَا ابْنَ الْيَهُودِيَّةِ؟!- فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا أَكْثَرَ أَذَاكَ لِي وَأَوْلَعَكَ بِأَصْحَابِي، الْحَقْ بِمَكْتَبِكَ» (أنساب الأشراف للبلاذريّ، ج٥، ص٥٤٢؛ الأوائل للعسكريّ، ص١٩٢)، فنفاه إلى الشام، ثمّ إلى الربذة! فكان كعب الأحبار في زمانه مقرّبًا يُسئل ويفتي، وأبو ذرّ مطرودًا لا يؤذن له!