الثلاثاء ٦ ذي القعدة ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ١٤ مايو/ ايّار ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «مقال حول كتاب <تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين> للعلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى» بقلم «حسن الميرزائي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: يقول السيّد المنصور في كتاب «العودة إلى الإسلام» (ص٢١٦) بوجوب عرض الروايات على القرآن، كما جاء في الحديث؛ لأنّه يرى أنّ الروايات ليس لها أن تنسخ القرآن أو تخصّصه أو تعمّمه. فهل حديث عرض الروايات على القرآن ثابت وفق معايير أهل الحديث؟ اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الأسئلة والأجوبة: يقال أنّ النصوص تصرف عن ظاهرها أحيانًا لأمور اقتضت ذلك. كيف نفرّق بين الصرف السائغ وبين ما يكون صرف باطل يحرّف المعنى ويبدّله؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

وأيّ قول أحسن من قول من يدعو إلى اللّه ويمهّد لحكومته ويقول إنّه من المسلمين؟! كما قال اللّه تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[١]، وقد جاء بالصّدق، ليصدّق به من كان تقيًّا؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ[٢]، وليَكذب على اللّه ويكذّب بالصّدق من كان أظلم النّاس؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ[٣]. مع أنّي كنت أحببت أن يُسمع ذلك من غيري؛ إذ لو قاله غيري لكفاني قوله، ونبذ ثقلًا فادحًا من عنقي، لكن لم يقله غيري، ولم يُسمع من غيري. نعم، قام رجل من قبلي من هذه الأرض، فقال بعض ما قلته؛ إذ دعا إلى الرّضا من آل محمّد، لكنّه أخذ الحكومة من بني أميّة فسلّمها إلى بني عبّاس، مع أنّ بني عبّاس لم يكونوا الرّضا من آل محمّد[٤]. فخشيت، إن قعدت منتظرًا، أن يطلع رجل مثله من مكان ما، فيكرّر خطأه؛ بأن يأخذ الحكومة من بعض الظالمين، فيسلّمها إلى بعضهم الآخر باسم الرّضا من آل محمّد. فأردت أن أحول دون هذه الفتنة، ولا أترك المجال لأمثاله. ثمّ سمعت أنّه رُفع نداء بالباطل في المغرب[٥]، فأحببت أن يُرفع نداء بالحقّ في المشرق، لكي لا يُسمع في العالم نداء بالباطل فقطّ، فيجتمع المسلمون على الباطل، فينزل عليهم عذاب اللّه؛ لأنّ الحكومة للّه وحده، وهو يؤتيها من يشاء من عباده، ولم يشأ إلّا المهديّ الفاطميّ الذي هو الرّضا من آل محمّد والرّضا من جميع المسلمين. فقمت بالتمهيد لحكومته، حتّى أوفّر له ما يكفيه من العِدّة والعُدّة، بعد أن رأيت انحراف المسلمين عن الإسلام، وعلمت مساس حاجتهم للعودة إليه،

↑[١] . فصّلت/ ٣٣
↑[٢] . الزّمر/ ٣٣
↑[٣] . الزّمر/ ٣٢
↑[٤] . يشير إلى أبي مسلم الخراسانيّ (ت١٣٧هـ)؛ فقد كان يقول: «إِنِّي رَجُلٌ أَدْعُو إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ» (أنساب الأشراف للبلاذريّ، ج٤، ص١٣٠، ج٩، ص٢٨١)، وكان يزعم أنّه صاحب الرايات السود الممهّدة لظهور المهديّ (انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر، ج٧، ص٢٠٩)، وما كان بذاك؛ فقد مهّد لظهور بني عبّاس، وما كان المهديّ منهم، فلمّا استولوا على الملك ورأوا أنّهم قد استغنوا عنه قتلوه! فلعلّه كان مخدوعًا؛ لأنّهم كانوا في بداية أمرهم يدعون إلى الرّضا من آل محمّد؛ كما روي أنّ إمامهم محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس (ت١٢٥هـ) كان يبعث الرجل من دعاته، فيقول له: «امْضِ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، وَلَا تُظْهِرَنَّ جِدًّا، وَلْتَكُنْ دَعْوَتُكَ وَمَا تَلْقَى بِهِ الْعَامَّةَ أَنْ تَدْعُوَهُمْ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، وَتَذْكُرَ جَوْرَ بَنِي أُمَيَّةَ، وَأَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ أَوْلَى بِالْأَمْرِ مِنْهُمْ» (أخبار الدولة العباسية، ص٢٠٠)، فكان يأمره «أَنْ يَدْعُوَ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَلَا يُسَمِّيَ أَحَدًا» (أنساب الأشراف للبلاذريّ، ج٤، ص٨٢ و١١٥)، ولا يخفى ما كان في عدم التسمية من المكر والتلبيس!
↑[٥] . يشير إلى فرقة داعش، وكانت قد ظهرت وادّعت الخلافة الإسلاميّة في الشام والعراق قبل طبع هذا الكتاب ببضعة أشهر.